• سعر النفط يحقق أعلى قفزة في شهر عند 66 دولارا للبرميل

    11/06/2015

    ​«المبادرة الأوروبية للطاقة» : نجاح برامج الإصلاح الاقتصادي يرفع الطلب العالمي على الطاقةسعر النفط يحقق أعلى قفزة في شهر عند 66 دولارا للبرميل

    تراجع المخزونات والدولار العاملان الأكثر تأثيرا في السوق النفطية.
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    واصل النفط الخام مكاسبه السعرية في الأسواق الدولية وحقق ارتفاعات هي الأعلى على مدار شهر مدعوما بانخفاض الدولار الأمريكي وتراجع مستوى المخزونات وتحسن واسع في مستويات الطلب العالمي. وقال لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن انخفاض أسعار النفط كان حافزا لتحقيق مزيد من برامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية في العديد من الدول سواء المنتجة أو المستهلكة.
    وأكد ديبيش أن برامج الإصلاح الاقتصادي نجحت في العديد من الدول وستنعكس إيجابيا على مستوى الطلب على الطاقة مشيرا إلى أن نمو أسعار النفط الخام يتسارع من جديد متأثرا بتراجع المخزونات الأمريكية والدولار وهما العاملان الأكثر تأثيرا في السوق في الفترة الماضية.
    وأشار إلى أن انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة يعتبر ترجمة فعلية وإيجابية على تحسن الطلب خاصة إذا أدركنا أن حالة وفرة المعروض ستستمر بعض الوقت في ظل إصرار المنتجين على البقاء في المنافسة في السوق ما دفعهم إلى تسريع إنتاج النفط الصخري من جديد الذي بلغ متوسطة 9.6 مليون برميل يوميا خلال الشهر الماضي. وقال ديبيش إن كثيراً من دول الإنتاج قلصت موازناتها وخفضت الإنفاق العام فيما لجأت الشركات النفطية الرئيسية إلى تقليص برامجها الاستثمارية وتخفيض العمالة والإنفاق وهو ما جعل هذه الشركات أكثر قدرة على مواجهة المتغيرات في السوق والتأقلم مع حالة انخفاض الأسعار.
    ومن جانبه، يقول أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل للخدمات النفطية، إن السوق يتجه إلى تعافي الأسعار والتغلب على حالة وفرة المعروض المستمرة منذ فترة مشيرا إلى أن الإنتاج الأمريكي لن يتقلص بسهولة، موضحا أن التقارير الاقتصادية الأمريكية تشير إلى استمرار ارتفاع الإنتاج الصخري خلال العام الجاري على أن تبدأ مرحلة التقلص بشكل ملموس خلال العام المقبل.
    وأشار جيني إلى أن ارتفاع الصادرات السعودية والعراقية من النفط الخام إلى مستويات قياسية جاء كنتاج لزيادة الطلب على النفط التقليدي في الشرق الأوسط حيث من المتوقع أن تستعيد دول منظمة أوبك دورها المحوري في السوق الذي حاول الإنتاج الأمريكي تقليله.
    وأكد جيني أنه من الطبيعي أن تسعى دول أوبك إلى تأكيد وجودها في السوق وحماية حصصها السوقية ولكنها في الوقت نفسه ترحب بتوسيع العضوية وتبدي استعدادا واسعا للتنسيق والتعاون مع المنتجين من الدول خارج المنظمة إلى جانب سعيها لتحقيق أهداف عامة لصالح الاقتصاد الدولي وهي استقرار السوق وتأمين الإمدادات متوقعا استمرار تعافي الأسعار بشكل سريع خلال النصف الثاني من العام الجاري.
    من جهتها، ترى سارة دبلوك منسقة سياسات الطاقة الأوروبية، أنه على الرغم من التحسن الجيد في نمو سوق النفط الدولية وتحسن الأسعار إلا أن اجتماع أوبك الأخير أكد اهتمام الدول الأعضاء بالطاقة الجديدة مستشهدة بالإعلان السعودي عن التوسع في إنتاج الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية، فيما عبرت أوبك على اهتمامها الشديد بقضية التغيرات المناخية والمعايير البيئية وزيادة التوسع في الطاقة البديلة والنظيفة .
    وأشارت دبلوك إلى أن الوقود الأحفوري ما زال المكون الرئيسي لمنظومة الطاقة العالمية وسيبقى لسنوات ويجب التوسع في مشروعات الغاز الطبيعي لأنها أقل ضررا على البيئة إلى جانب المصادر الجديدة والمتجددة.
    وأوضحت منسقة سياسات الطاقة الأوروبية، أن ارتفاع مستويات الطلب العالمي على الطاقة قادم بقوة في السنوات القادمة خاصة في الدول النامية ما يتطلب مزيدا من تنويع مصادر الطاقة للوصول إلى إمدادات أكثر استقرارا وتجاوز تقلبات السوق العالمية من أجل علاج مشكلة فقر الطاقة وتحسين مستوى معيشة الأفراد في دول العالم.
    من جهة أخرى، صعدت أسعار خام برنت والنفط الأمريكي كما سجلت سلة خام أوبك ارتفاعات مماثلة وسط توقعات شديدة الإيجابية والتفاؤل بشأن مستقبل الطلب العالمي وتقلص المعروض بالتزامن مع تراجع حاد في المخزونات النفطية والحفارات في الولايات المتحدة. وارتفعت أسعار النفط الخام أمس بفضل توقعات بهبوط آخر للمخزونات الأمريكية بعدما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب على الخام في 2015. وقفز النفط الخام الأمريكي لأعلى مستوى في أربعة أسابيع أمس ضمن موجة من الصعود لليوم الثاني على التوالي مع انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
    وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات النفط في البلاد انخفضت بمقدار 6.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي 5 حزيران (يونيو) إلى إجمالي 472.1 مليون برميل، في حين توقع مختصون انخفاض بنحو 1.6 مليون برميل.
    وفي أحدث تقاريرها الشهرية رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعات الإنتاج خلال العام الحالي إلى 9.43 مليون برميل يوميا من 9.19 مليون برميل متوسط التقديرات السابقة، وأن ينخفض الإنتاج في 2016 إلى 9.27 مليون برميل.
    وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية لليوم الثالث على التوالي مسجلا أدنى مستوياته في أربعة أسابيع 94.29 نقطة، عاكسا هبوط العملة الأمريكية مقابل ست من العملات الأمر الذي دعم ارتفاع أسعار السلع والمعادن المسعرة بالدولار.
    وحقق النفط أعلى قفزة سعرية منذ شهر، حيث صعد سعر العقود الآجلة لمزيج برنت 1.48 دولار إلى 66.63 دولارا للبرميل.
    وجاءت المكاسب بعدما قفزت أسعار الخام والبنزين والديزل لأكثر من 3 في المائة أمس الأول إذ يتوقع المتعاملون هبوطا أسبوعيا آخر في المخزونات الأمريكية.
    وقدر معهد البترول الأمريكي أن يصل هبوط مخزونات الخام الأمريكي أربعة أمثال 1.7 مليون برميل خلص إليها استطلاع شمل خمسة محللين.
    وقالت فيليب فيوتشرز ومقرها سنغافورة "نتوقع تحركات صعودية في المستقبل في ظل توقعاتنا بانخفاض آخر في رقم المخزونات".
    وفيما يتعلق بالطلب رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2015 بمقدار 20 ألف برميل يوميا إلى 1.25 مليون برميل يوميا. وعلى الرغم من انتعاش أسعار الخام هذا الأسبوع لا يرجح المحللون تحقيق مكاسب كبيرة بسبب استمرار تخمة المعروض.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية